عرض المقال
حصار القضاة واستقالة الوزير
2013-04-21 الأحد
* إحساس التيار المتأسلم بالقضاء إحساس ضعيف، بل نكاد نقول إنه منعدم، وهناك أسباب متعددة لوجود ونمو هذا الشعور العدائى الكاره للقانون، فهناك من يكره ويعادى بناء على أن هؤلاء القضاة يحكمون بغير ما أنزل الله وقانونهم وضعى ولا يطبقون الشريعة الإسلامية فى محاكمهم وأحكامهم ولهذا فهم آثمون كفار، ومنهم من يكره ويعادى نتيجة تجارب اعتقال وسجن قابل فيها شرطة وقضاة حكموا عليه زوراً وبهتاناً من وجهة نظره، ومنهم من قابل بالفعل من ظلمه ولكن عقله القاصر وخياله المضطرب جعلاه يختزل القضاء كله فى قاض بعينه. أثناء انعقاد مؤتمر لهيئة الأنصار بحلوان قال القيادى البارز عاصم عبدالماجد صاحب غزوة أسيوط التى راح ضحيتها فى عيد الأضحى بعد اغتيال السادات أكثر من تسعين شخصاً إن التيار الإسلامى لن يعتمد على مجلس الشورى حتى يتم تطهير القضاء، وخاطب الحضور قائلاً: «لا تهدأوا.. انزلوا إلى الشوارع يومياً مثل 25 يناير حول نادى القضاة والمحاكم والقضاة الفاسدين وطالبوهم بالتنحى مثل مبارك، أما كلاب الإعلام فيكفى أن نلقم كل كلب حجراً»!! هل نستطيع بعد هذا الكلام منه ومن غيره تصديق ما سمى مراجعات وتوبة الجماعة الإسلامية والجهاد، من الممكن أن يكونوا قد تابوا عن رصاص البندقية ولكنهم لم يتوبوا عن رصاص التكفير والإرهاب الفكرى، من الممكن أن يكونوا قد تركوا القتل المادى ولكنهم أبداً لم يتركوا القتل المعنوى، اغتيال الشخص بالتجريس والتكفير والتلفيق، القضاة حلوين ومقطقطين وشرفاء لما ينجحونا فى الانتخابات وينجحوا رئيسنا، وهم نفس الفصيلة والنوع القضائى وحشين وشياطين وفيهم كل العبر عندما تصدر أحكام لا تعجب عاصم وسلطان والزمر والشاطر والبلتاجى وغيرهم. لا تصدقوا تيارات التأسلم السياسى حين يقولون نحن مع القضاء والقضاة حين يحكمون بما أنزل الله، فهم يريدون من القضاة أن يحكموا بما أنزله المتأسلمون وتبنّوه وسيّسوه وروّجوه وفسّروه على هواهم. آخر مقومات الدولة المدنية التى كافحت من أجلها مصر تتآكل بالتدريج، على رأس هذه المقومات القانون والدولة المدنية القائمة على أساسه. المتأسلمون يريدون القاضى الشرعى الوهابى الذى يرمى فى ظلام الجب بدون درجات تقاضٍ وبدون براءة المتهم حتى تثبت إدانته وبدون حقه فى توكيل محام وحقه فى رد المحكمة.. إلى آخر كل هذه الحقوق التى انتزعناها فى زمن التنوير عندما هبت على أرضنا رياح التمدن والتحضر عبر البحر المتوسط.
* لم أصدق خبر استقالة وزير الإعلام، ولم أنتظر التكذيب حتى أتأكد من كذب الخبر ليس لأننى رجل مطلع على بواطن الأمور ومتصل بجهات سيادية، ولكن لأننى مطلع على بواطن الإخوان وأعرف أنهم مثلما يخاصمون الإبداع يخاصمون أيضاً التمرد، هم قوم لا يستقيلون، مشاعرهم فى الفريزر الإخوانى لا تنفعل أو تنجرح أحاسيسها من مظاهرات موظفين أو هجوم إعلام أو حتى توبيخ رئيس! وزراء الإخوان لا يستقيلون ولا يمكن أن نسمع مثلما نسمع عن اليابانيين الذين يستقيلون أو أحياناً ينتحرون لأنهم أخطأوا فى عملهم أو انتقدهم الموظفون.. إلخ، بالطبع سيرد عليك الإخوانى بحدة يا عم قول يا باسط، اليابانيين دول ناس ما يعرفوش ربنا لكن احنا بتوع ربنا عشان كده لا نستقيل وقاعدين على قلبكم إلى يوم القيامة!